الاثنين، ٢٠ يونيو ٢٠١١

كلمة بقولهالِك : امشى واقلعى ملط !


كلمة بقولهالِك : امشى واقلعى ملط !

عندما نبدأ حوارا يتحدث عن التحرش الجنسى غالبا ما نرفع السلاح امام المرأة ونصرخ فى وجهها (تستاهلى يا متبرجة!! ) ، فتجد خطب الجوامع والبرامج الدينية تتحدث عن المرأة وتنصحها بستر عوراتها ، وتضع شماعة "الحجاب " بانه هو الواقى الوحيد لعرض المرأة ، وانه يجب ان تكون الفتاة محترمة فى سيرها .... ويجب ان تستر نفسها وتبعد عن الملابس المحزقة والملزقة (أستغفر الله العظيم ) ، ويجب ان تلبس البنطلونات الواسعة ويفضل ان لا تلبسها اصلا وتستبدلها بالعباءة ...
عندما افكر فى تلك الشماعات التى يتبناها هؤلاء فى الحديث عن تلك القضايا ، غالبا ما يسردون اسطوانة مشروخة يضعون فيها الشاب فى موقف البرئ الذى لا حول له ولا قوة ولا ذنب له من الفتاة الملعونة التى ارسلها ابليس من الجحيم كى تثير غرائزه المكبوتة ،، فملعون ابو الفتاة المتبرجة التى تفعل ذلك ، ولا تحزن يا ابنى فصبرا ان الله يحب الصابرين !!
ان كنتم تريدون ان تعرفوا لماذا مصر تستحوذ المكانة الاولى بالتحرش ، سيكون اجابتى مصدمة كثيرا ولكنها الحقيقة ..
السبب هو .. " الدعوة الى لبس الحجاب ! "

ربما تجيبنى : من انت يا نصرانى يا كافر الذى تتحدث عن الحجاب تاج المرأة و ... وربما تنهال علي بالسباب لاننى قلت ذلك ولكن مهلا يا عزيزى وأكمل لكى تعرف لماذا ..

تعرف المرأة فى مجتمعنا على انها المرأة التى خلقها الله كى تصير اماً كريمة تخدم زوجها وتربى ابناءها كى يكبروا ويخدموا مستقبل الوطن .. فالجنة تحت أقدام الأمهات و...بلا بلا بلا "
وعندما يتحدث المجتمع الى المرأة غالبا ما يعرفها  من الناحية الفيسيولوجية انها "عورة " ولابد من سترها لأنها " تثير غريزة الشاب وتتدفعه لارتكاب المعصية " ويجب ان تحافظ المرأة على عرضها وشرفها وتستر عورتها ويجب تغليفها وتكفينها لانها مصدرا كبيرا لللذنوب.
فى الحقيقة .. تلك الاقوال والنصوص والافكار هى المصدر الرئيسى للتحرش فى مصر 

بريشة الفنان : سامح سمير

يعرف الطب النفسى ان لكل سلوك دافع ولكل دافع (صورة ذهنية) ، فعندما يهيأ الطفل او الشاب ان المرأة عورة ولابد من تغليفها لأنها عورة ، فأنت تزرع فى عقله الباطن صورة عورتها وتجعله حين يتقابل مع المرأة ويتحدث اليها انما يتحدث الى " عورة " التى ربما تجعله يستثار فقط لأنه مهيئاً للفكرة وليس للصورة او الفتاة ..  وللتوضيح أكثر ..
عندما تنعت احدا بانه غبى فأنت تزرع فى ذهنه تلك الفكرة.. انه غبى .. ومن كثرة ترديدها يصدقها العقل الباطن حتى يؤمن بها انها حقيقة ومن ثم يتصرف بسلوكه فى اقتناع تام بالفكرة ، لذلك فالطب النفسى دائما يؤكد : عامل الانسان كما تحب ان تراه وليس كما تكره ان يكون .. فعندما تريد ان تغير من قدرات ابنك الضعيفة دائماً امتدحه وانعته بالذكاء حتى يتشكل فى عقله الباطن صورته كذكى ويتصرف (بذكاء ) و أكثر وعياً ..
ولتوضيح مثالاً آخر .. حينما تكثر الدعاية والاعلان وتجد كل ما حولك يعلن عن منتج ما ولنفترض (بيبسى ) فتجد ان الشوارع تمتلئ باللافتات وبرامج التلفزيون ومباريات الكره تعلن عن بيبسى .. (ذلك التكرار يخلق نوعا من الغسيل العقلى كى يدخل العقل فى نطاق اللاوعى فيؤمن تماما ان مشروب الحاجة الساقعة = بيبسى) وبدلا من أن يسأل صاحب المحل عن حاجة ساقعة .. تجده بلا وعى يسأل (عندك بيبسى ؟؟ )  وتلك النقطة يفهما جيداً العاملون فى الدعاية والاعلان ..
وكذلك الحال حينما يرى المرء أخته وفتاة أخرى لابسات لبس مكشوف فيشتهى بواحدة لأنها (عورة) وأخته لا ينظر اليها لأن صورتها فى ذهنه (هى  أخته ) ..
عندما يتحدث المجتمع عن حجاب المرأة انه حماية للبنت وستر لعورتها ، فانت تخلق صورة فى عقل الشاب الباطن بان (المرأة التى بلا حجاب ، لا تنجى نفسها من الحماية ) فانت بلا وعى تعطى توكيلا مرخصا له بالتحرش فى الفتاة حتى ان اكثرت بالاحاديث عن غض البصر !! وفى ذات الوقت تعطى معنى يخلق فى اللا وعى عند المرأة انها عورة ولابد من سترها فتنحصر قيمتها امام نفسها وتشعر بالدونية لانها عورة وناقصة عقل ودين وعندما تتعرض للتحرش وربما للاغتصاب تشعر انها المتهمة وتصمت تماما امام تلك التهمة لأنها تفهم جيداً (انها المخطئة !! ) ..
الحقيقة أثبتت عكس هذا تماما فاحصايات المتحرش بهم جنسياً أكثرهن من المحجبات وربما المنقبات وليس الأمر له علاقة بالحجاب من عدمه .. وذلك نظراً للصورة المجتمعية التى كونها المجتمع تجاه المرأة ..
لم يخلق الله سبحانه وتعالى المرأة لتكون وعاءً جنسيا للرجل يشتهى فيها ما يتلذذ من جسدها و حجاب المرأة حينما فرض لم يكن فقط يهمه شكل المرأة بالغلاف الخارجى فالأهم من هذا كله قلب المرأة وعقلها ذلك الذى يفيض على المرأة من خارجها .. وليس الأولوية هو الغطاء ..فالقلب النقى يدفع المرأة لتنفيذ أوامره وفروضه فالداخل ثم الخارج وليس العكس فما اسهل تغيير الخوارج والمظاهر فطرق الدعوة لفروض الله قد تخلق ملائكة وقد تؤدى الى الهلاك ..

اتحدث هنا فى ختام المقال ان ما يتردد من المجتمع عن كيف تحمى نفسك (والتى أراها منتشرة على تويتر بشدة ) هو ليس حل فهذا حل لعرض وليس لمرض ، انما الحل الرئيسى هو ان تعلم كل فتاة انها من بنى آدم وكما يقول الاسلام "لقد كرمنا بنى آدم " وكما تقول المسيحية "ولنصنع الانسان على صورتنا كشبهنا " .. فأنت مكرمة فى عين خالقك ويجب ان يتعلم الرجل منك انك امرأة لك كرامة وشخصية وليست كوب يفرغ فيه شهواته ، ولتلبسى ما يحلو لك فليس ذنبك ما تلبسين انما الذنب ذنب كثير من الفتيات اللاتى أكدن على دونيتهم امام الرجل حين صمتوا على التحرش بهم وأكدوا على صورتهم الذاتية فى عينيه (انك امرأة للمتعة) ولابد للمجتمع ان يخرس تجاه لوم البنت فالاحترام ليس وليدة شرط .. لرجل يحترم نفسه غصب عن عين أهله -حتى لو اللى قدامه لابسة بكينى - لا يحق له ان يتفوه بكلمة لها او ان يتعرض اليها ) وكفانا من المبررات المتخلفة والأعذار الجاهلة .. فالدافع هو العقل وليس الظاهر ..
"من الآخر امشى واقلعى ملط وطلعى عين ام اللى يتعرض لك وعرفيه انتى مين .. "

أندرو أشرف


لمتابعة باقى مدونات قلم رصاص على الفاس بوك
https://www.facebook.com/2alam.rosas

هناك ٣ تعليقات:

  1. Hats off my dear رائعة جداً

    ردحذف
  2. كلام رائع و تحليل ممتاز، أنا سعيد الحظ لأنني وجدته بالصدفة.
    ياريت تشاركنا عالأقل بآرآئك في حملتنا
    ده الجروب

    http://www.facebook.com/groups/no.harassment.KTT/
    و دي الصفحة

    http://www.facebook.com/groups/no.harassment.KTT/#!/against.harassment.eg

    ردحذف