الاثنين، ٢٩ أغسطس ٢٠١١

ميزان العدالة ..مائل !


ميزان العدالة ..مائل !

حين نتحدث عن العدالة ، فأنت تتحدث عن شقين (متهم وقانون ) ، وحين تتحدث عن متهم ، فأنت تتحدث عن تهمة معينة وتضعها فى كفة ميزان ، وتضع امامها حُكما على الكفة الأخرى كى لا تخل الموازين ، وتتحقق العدالة التامة حين تتساوى الكفتين..
فهى كما يرمزون اليها ، امرأة معصوبة العينين تشد بايديها على ميزان العدالة .. فليس على الميزان شئ سوى التهمة والحكم ، ولا يصح ان نمسك تهم اخرى او قضايا اخرى ونضعها على كفة الادانة - انتقاما من هذا الشخص- ويصير على الكفة الاخرى ايضا نفس الحكم للتهمة الأصلية .. فهذا هو الظلم بعينه !

حينما نتحدث عن مايكل نبيل سند ، الشاب المصرى الذى له آراء استفزت الكثيرين واتهموه بالخيانة والعمولة ، لابد حين سماع الحكم أن نعرف ما هى التهمة ونضعها على كفى الميزان السابق ، ولابد ان نعصب اعيننا عن امور اخرى تتعلق باتجاهه الدينى كملحد ، وكحبه لاسرائيل ، وتواصله معهم ، نعم.. هذه هى العدالة عينها !.. هل تهمة مايكل هو كتابة تدوينة انتقد فيها المؤسسة العسكرية ، آلاف المدونين كتبوا مدونات انتقاد للمؤسسة العسكرية ، ام ان مايكل – لشعور المؤسسة العسكرية باستنفار الكثيرين منه – صار هو افتتاحية الاحكام العسكرية ، وصار كبش فداء الأحكام الظالمة وأن المدافعين عنه سيكونون قلة .. حتى اصبح سهلا ان يأتى الدور على كل من صمت فى حقه ..
كيف اذا هتفنا فى الثورة حرية وكرامة ومساواة ان نخضع مرة اخرى لطبقية الفكر العنصرى .. وهناك من يستحق ، وهناك من لا يستحق ، هناك المؤمن وهناك الكافر ابن 60 فى 70 ؟؟؟ !!!!
هل فقط نؤمن بمبادئ حرية الرأى والتعبير اذا ما اتفقنا مع هذا الرأى ..
ام نطالب المبدأ من حيث المبدأ ؟؟!
هل المبادئ تتجزا؟؟؟
ينبغى ان نعلم ان المبادئ التى نطالب بها هى ليست بدلة نفصلها على البعض والبعض الآخر لأ ، هو مبدأ ثابت لا يتغير ، نطالب به لكل مصرى يعيش على هذه البلد ، مسلم ، مسيحى ، يهودى ، بوذى ، شيعى ،بهائى ،ملحد ، محب لاسرائيل ، محب للخنزير ، شريب خمر ،بلطجى مسلح هو مبدأ ثابت لا يتغير ..لا للاحكام العسكرية للمدنيين .. طرف القضية (انسان ) فقط .. اكرر فقط .. ولا يجب ان يكون منعوتا بصفة ما كى تتحقق العدالة !!
مايكل الآن مضرب عن الطعام لليوم السادس على التوالى وقد يلقى بحتفه كى يعلمنا درسا واحدا ..
العدالة ليست بدلة هناك من تجدها على مقاسه وهناك من تكون واسعة عليه ..
العدالة هى معادلة بين تهمة وحكم ، بعد اتاحة الحق الكامل للمتهم ان يدافع عن نفسه..
ومن ضروريات العدالة انه كما حُكم بالبراءة على أسماء ولؤى وخرجت اسماؤهم فى بيان كامل ، ان يتم الافراج على مايكل وعلى كل المدنيين ، او على الأقل المتشابهين مع مايكل فى نفس القضية وهى انتقاد المجلس العسكرى فى مدوناتهم؟؟.. ام هناك من يستحق لشعبيته وهناك من لا يستحق .. (ابن 60 فى 70؟؟)
ان كان هناك تهمة على أحدهم فلابد ان يخرج اى منهم لمحاكمة مدنية عادلة بقاضيهم الطبيعى كما نصت القوانين .. هل هو العدل ان يحاكم رئيسا مخلوعا مدنيا ويعالج فى أرقى مستشفيات مصر ، ويظل هناك انساناً مهددة حياته بالموت بعد ان شارك فى خلع الريس المحترم؟؟!!
مازال نظام مبارك كائن .. فالانسان لم يكن انسانا الا بوزن الكبار والآن الانسان فقط انسانا بوزن اقرانه وشعبيته  .. هل هذه العدالة؟؟؟ هل هذه هى حرية التعبير والرأى؟؟
ام هى ايضا المحسوبية فى ثوبها الجديد ..
ان اردت ان يصير عدل الله على الارض ، فلابد ان تعصب عينيك عن دين وجنس و لون المتهم .. ولا ان تضع فى نفس الميزان احكام الله عليه من الحاده وانكاره لوجوده .. فهذا هو الظلم بعينه .. الله له ميزانا آخر لا يعلمه الا هو .. فلا يجوز خلط الموازين .. ام هى بالفعل خلطة موازين لتحقيق الكوسة العسكرية .. وتكميم الأفواه .. وقمع حرية التعبير عن الرأى ؟؟!
الحرية لمايكل نبيل .. الذى اذا مات – سيصير شهيد الحرية ودرسا لادعا للدولة ولميدان التحرير ، ليست حرية التعبير والرأى أن أكون متفقا معك فى التعبير ..تماما...نهائيا...فكيف اذا اسمها حرية الرأى و أنا مقيد براحة سعادتك؟؟؟؟!!
ميزان العدالة (مائل..مائل...مائل... ) .. اخشى ان يكون هذا صوت نفس مايكل اذا ما لقى حتفه ..سيظل طعنة فى كل مصرى اومأ برأسه كى يذبح..ويموت..!
 الحرية لمايكل نبيل سند .. الحرية لمايكل الانسان .. اكرر الانسان .. الانس..ان !
أندرو أشرف
29-8-2011

لمتابعة مدونة قلم رصاص على الفيس بوك اضغط هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق