الاثنين، ١٠ أكتوبر ٢٠١١

اخى فى الانسانية..الدور عليك !



هل لازلت تظن ان هؤلاء الأقباط كانوا يهتفون ضدك فى 


ماسبيرو ؟؟

هل لازلت تردد ان هؤلاء الاقباط النصارى يريدون مصر محتلة من الامريكان؟؟!! .. ويهتفون ضد الدين الاسلامى بسقوطه .. ويمتلئون كراهية ضد كل مسلم موجود على هذه البلد..ويريدون ان يشعلوا البلد ويقسمو مصركالسودان ... !!
هل لازلت تعتقد ان الاقباط هم اسعد اقلية فى العالم وانهم يدعون الاضطهاد (ومصدعينا بدوشتهم كل شوية ) وهم السبب فى اثارة الفتنة وهم السبب فى قتل هؤلاء الشهداء الجنود الكرام الذين ضحوا بحياتهم من اجل حمايتهم !!
هل لازلت تردد ان الأقباط و البابا شنودة .. (أو شنودة ) كما تذكر ..يطلبون حكم مصر .. وينادون بالتدخل الأجنبى فى مصر كما شوه عقلك السفهاء ؟؟
تخيل عزيزى المسلم اذا انفجرت قنبلة فى احدى جوامع الاسكندرية وقتل منها اكثر من 21 شخصا بخلاف المصابين ، وقبلها بأسابيع تحدث احداث العمرانية ويضرب الامن المتظاهرين المتجمهرين بالرصاص الحى ، ثم بعدها حريق فى جامع صول وبعدها حريق فى جامع فى امبابة بخلاف العشرات المصابين فى كل هذه الاحداث من ابناء الوطن الواحد ,، ثم بعدها مظاهرات فى جامع النور بعودة الاخت المسيحية " خديجة شحاتة " ثم أحداث مسلمى ابو قرقاص وحريق بيوتهم ومحلاتهم ومشكلة الفتاة المسلمة "فريال" التى طلبت منها احد مدارس الراهبات بخلع الحجاب ومنعت دخولها المدرسة به ثم جامع الماريناب ومنع بناء المأذنة فى الجامع لان حسب تصريح اهالى القرية المسيحيين انهم يستفزوا من تلك المآذن واصواتها العالية .. وقرروا بالاجماع مع المجلس العسكرى عدم بناء الماذنة وعدم تشغيل صوت المآذن لانها تزعج اهل البلد !

لماذا قامت الثورة ؟؟

هل قامت من أجل ما ذكرته سلفا .. هل قامت من اجل توسيع الفرقة بين ابناء الوطن الواحد ..هل قامت من اجل نسف نظام مبارك المتهم فى قضية حادثة اسكندرية لتفعيل نظام أسوأ منه مزق الفرقة ووحد المصريين على الفرقة والتحزب والمسلم والمسيحى والعلمانى واليمينى واليسارى والسلامى والليبرالى..!
أعتقدك تدرك الآن ان العسكر يلعب ذات اللعبة التى لعبها مبارك .. التفريق والتمزيق والتفتيت والتكسير فى مجاديف الوطن كى يجمعه اشلاء اشلاء ..ويحكمه بمزاجه والرهان عليك انت يا صديقى المسلم ..
نعم ما فعله الآن العسكر هو سياسة تعامل بها العسكر وصمتنا عنها نحن المصريون ..
لقد صمتم يا شعب مصر على ما حدث للمواطن رائف الذى ذله وسحله الجيش اثر تفريق الجيش لمظاهرة الأقباط ..

لقد صمت واستنكرت.. واعلنت ... "نعم ..يستاهل ... دا قبطى كافر ... " والآن ها هى مصر تحترق .. والعسكر يراهن عليك فى التلفزيون المصرى الحقير  .. يريدك ان تتعاطف معه .. يريد ان يقنعك ان الاسلام هو العدو وليس هو .. يريد ان يظهر الاقباط صورة المفتريين الذين خرجوا وقتلوا الجنود الشرفاء .. وهم يسيرون مسيرة سلمية لم تحمل سلاحا بشهادة سليم العوا صاحب تصريحات اسلحة الكنائس .. هل مازلت لا تفهم اللعبة ؟؟!!
هل تلك العربة التى دهست المتظاهرين .. كانت تعلم ما ديانة المتظاهرين ..؟


هل سمعت ماذا هتف الأقباط فى هذه المظاهرة .. كانوا يهتفون "مسلم ومسيحى ايد واحدة " .. كان يشاركهم مئات المسلمين يهتفون معهم فى مسيرة سلمية من دوران شبرا الى ماسبيرو سيرا على الاقدام ..كانوا يهتفون للحق .. للعدل .. للمساواة ... كانوا يهتفون بمطالب الثورة ... العدالة الاجتماعية .. وتركتهم انت وحدك تشاهدهم وتسب وتلعن فيهم .. لم يطلب الأقباط محافظ مسيحى ... لم يطالبوا اكثر من تنفيذ القانون النائم فى فراشه وبناء كنيسة للصلاة فيها .. كان عشمه ان ينزل جميع المصريين معه .. كان عشمه ان يجد المسلمين أكثر باضعاف مضاعفة عدد الأقباط .. ولكنه وجد نفسه وحيدا ..يهتف مسلم مسيحى ايد واحدة .. وقليلا فقط يمسكون بيده .. كان عشمه ان يجد هؤلاء الذين يصيحون بان الاسلام يطالب بحماية دور العبادة ينزلون معهم .. كان عشمه ان من يصيح ليلا نهارا ان حماية الاقباط مسئولية المسلمين ينزلون معهم من اجل القانون ... ولكن ... ! 
كالمعتاد يلعب العسكر نفس اللعبة القذرة ..راهن على اليمين كى يكسب الجولة .. راهن على حزب الكنبة حتى ينقلب عليه .. ذلك المشاهد الذى صمت فى حق مايكل نبيل حتى تمت محاكمته  عسكريا ... صمت على احداث 19 مارس حتى طرده العسكر من التحرير واحتل الصينية .. صمت على ما حدث لرائف حتى تكرر الأسوأ فى ماسبيرو .. وهو دهس المتظاهرين .. احد المشاهد التى ادت الى سقوط مبارك ..وليس النظام !!
ان صمتك يا اخى فى الانسانية جراء كل هذا .. كأنك تعلن بصوت عال .." نعم هذا هو الحل ".. كأنك تعطى صلاحيات للجيش ان يتعامل معك بنفس الطريقة التى رفعت قبعتك لها .. وستجد نفسك معزول السلاح ولاتجد سوى الحجارة التى تواجه بها المدرعات اذا لم تدهسك ..!

هل تقبل .. هل تقبل ان تصير ملطشة .. هل تقبل ان تكون ورقة يراهن بها الجيش حتى يصير بايد من حديد على كل من يعترض ... اخى المسلم تذكر .. العسكر الآن يفوزون لاننا مازلنا مسلم ومسيحى .. وتذكر ان المخلوع لم يُخلع الا عندما سمع "الشعب يريد .... " وكل مرة تصمت فيها تسمح للعسكر بالتوغل .. احذر مصر تضيع بيدك ... ايدك فى ايدى .. لقد علمت وتأكدت الآن من العدو .. لم ولن تكن ابدا ..بل كل من ينظر مصلحته فى هذا البلد .. المجلس العسكرى يجس النبض .. 
هل مازلنا نفترق؟؟؟؟ - هل مازلنا خونة ؟؟؟؟ 
الفينالة : "  ايدك ان لم تتحد بيد المسيحى ..غدا سيكون الدور عليك والطلقة والمدرعة لادين لها ولن تفرق بينى وبينك ..  "


أندرو أشرف 








الثلاثاء، ١٣ سبتمبر ٢٠١١

مشروع اسكان "الطوارئ"


مشروع اسكان "الطوارئ"


"تشبث بيديه ورجليه معرضا حياته للخطر ، وصعد مبنى مكونا من 18 دور كى يصل اليه .. علم الصهاينة والنجمة الزرقاء .. نجمة داوود .. ثم القاه من أعلى وصفق له الجمع كله وتم تثبيت علم مصر لأول مرة فى تاريخ مصر يرفرف .. على السفارة .. سفارة اسرائيل !"

لم يصفق لأحمد الشحات متسلق السفارة جموع المتظاهرين او شباب التويتر او الاعلام بأنواعه او الفضائيات او الصحف بشتى ألوانها فحسب -  فكل منهم كرمه على طريقته -  لكن الغريب فى الأمر هو تكريم حكومة شرف لهذا الدور الذى يعتبر ديبلوماسيا (اعتداء على تمثيل دولة فى دولة أخرى ) ومنح أحمد الشحات شقة وجعله بطلا تتهاتف وسائل الاعلام فى استضافته ، وتنشر امامه عشرات المكبرات الصوتية وكأنه اوباما فى لقاءه الاسبوعى ..!

ان ما حدث فى الأيام الماضية يدل على شيزوفرينيا متأصلة للحكومة تحتاج منها الى علاج وجلسات كهرباء ، ففى الوقت الذى تم تكريم الشحات على انزال العلم وحرقه ، تم بناء جداراً عازلاً مستفزاً يثير المواطنين لمنع المواطنين من التظاهر اصلا.. ومكتوبا عليه "مصر فوق الجميع " وكأن الرسالة الموجهة الينا .. " السفارة خط احمر .. !" او " كرامة اسرائيل من كرامة مصر .. فحافظ على كرامة مصر  (فوق الجميع) "
لا أعلم ماذا يريد االمجلس العسكرى والحكومة من الشعب ..
هل انزال العلم الاسرائيلى وحرقه هو الحل الوحيد لتوفير العدالة الاجتماعية للمواطن وحل مشكلة السكن التى طالما عانى منها المواطنون !! .. فان كانت مكافأة الشحات شقة سكنية – فلا لوم على من هدم السور وتسلق مبنى السفارة واقتحامها طمعا فى فيلا فى "مدينتى" وتحقيق مطالب كثيرة من مطالب الثورة .. العيش والكرامة و شقة وبطولة بعلم واحد  !

او هل ربما هذه تمثيلية من حلقات " المؤامرة " اخراج عمرو مصطفى و انتاج حكومة شرف غرضها نشر الفوضى فى البلاد وتشجيع متسلقى المواسير على صعود السفارات المعادية وحرق اعلامها بغرض تفعيل "الطوارئ " وينتهى هذا المسلسل الماسخ بأن يظهر هذا البطل الممسك بذمام البلاد وتدور الكاميرا 360 درجة حوله واذ تفاجأ بأن ذلك الذى هتف له الشعب "ايد واحدة .. ايد واحدة !" هو هو نفس السجين الذى خلع فى 25 يناير.. وينزل التتر فى نهاية الفيلم .. "البس يا شعب..!" !
كيف تشجع الحكومة المصرية التى تمثلت فى محافظ الشرقية مثل هذا العمل الاجرامى (ديبلوماسيا) وبدلا من ان تقوم بفرض عقوبات اقتصادية او سياسية على اسرائيل لاسترداد كرامة البلاد .. تُكرم احد المتظاهرين بشقة هدية وعقد عمل و درع المحافظة !!! ، حتى وجدنا اكثر من شخص يتعاركون على هذا العمل ويدّعى انه هو من انزل العلم ..! ، فما فعلته الحكومة يعتبر ردا دوليا على دماء الشهداء الذين ماتوا ، كأن دماء الشهداء تساوى حرق علم على سفارة "بتشجيع الدولة !! ".
ان كنا سنحمل اللوم لمن هاجموا الثورة فمن فضلك توقف عن المزايدة على الثورة وشبابها ومحاولة وضع كتالوجا موحدا لشباب الثورة والتوقف عن التساؤل .. هل هؤلاء من الثوار ام لا .. انا لا اسمع عن مواصفات الثائر .. هل هو معكوش الشعر ويرتدى الكوفية الشتوية فى عز الصيف وله صوتا مبحوحا لعلو صوته ام ماذا ؟؟!! كل ما اعلمه انه مواطن مصرى خرج ليعبر عن رأيه بالطريقة التى يراها صحيحة من وجهة نظره .
فاللوم الأول والأخيرعلى ما حدث فى السفارة يقع على المجلس العسكرى أولاً والحكومة ثانيا .. الأول لأنه لم يتخذ موقفا واضحا تجاه العدوان الاسرائيلى على شهداء الحدود والتزم الصمت التام ، والثانى لأنه كافأ اعمال التعدى وشجعها واعترف ببطولة الشحات والأغرب بناء السور .. وبما ان كلاهما يسيران تحت نفس الوتيرة ونفس السياسة .. فالخلاصة هى ان السلطة المخول اليها حكم البلاد قررت ان تبدأ فى تنفيذ مشروع الاسكان القومى بعد اسكان "الطوارئ اولا " .
ففى الوقت الذى يطالب فيه الملايين برفع الحد الادنى والأجور .. دعت الحكومة جميع الشحاتين التوقف عن الشحاتة وان يصيرو رجالا بخلع "التاء المربوطة" و يتمثلوا بسيايدر مان السفارة وينزلوا العلم ويربحوا شقة ووظيفة هدية و قانون الطوارئ بكل بنوده !! .. كى تعيد التاريخ نفسه مرة اخرى ، ويعود تكميم الافواه فى اقتحام مكتب قناة الجزيرة ..و ... البقية تأتى ..!
ما سبق كان البرنامج الانتخابى للمخلوع ، توفير 13000 فرص عمل .. بعد نفخك اولاً !! ..والله المستعان !

أندرو أشرف

الخميس، ١ سبتمبر ٢٠١١

ثورة التعليم #EgyLearn


ثورة التعليم   #EgyLearn

تعالت صيحات الشارع الى استقطاب وصراع بين جانبى الأمة .. "اسلامية" و "ليبرالية" .. ونحن نسير فى هذا الصراع دون توقف ..
حان وقت البناء والعمل .. مع الحفاظ على مكتسبات الثورة ..
فالتعليم التقليدى بنفس الطريقة وبنفس الفكر هو ثورة مضادة قد تهدم كل ماحققناه فى العصور القادمة ..
لذلك .. الآن نتنبه .. ونطالب جميعا .. "الشعب يريد ثورة التعليم "
نريد ان تنتبه الأحزاب لإحتياجات الشارع ، وبناء نهضة فى مصر أولها التربية والتعليم .. (هذا الى جانب مواصلة الاصلاح السياسى )



نحن مجموعة شباب .. نطرح أفكار ونحاول ترتيبها وتوثيقها كى تكون مصدرا لخطة كاملة لنهضة مصر وبناءها ، وهى متاحة لجميع الأحزاب والقوى السياسية ..
علينا الآن ان ندير دفة صراع الأحزاب من مجرد صراع أفكار الى صراع برامج ..  وجميع الأفكار التنموية موجودة ومتاحة على الجروب والهاش تاج ، ونقترح على الأحزاب السياسية متابعتها و استغلالها واستثمارها فى بناء مصر الجديدة ..
فالبرنامج الجيد هو معيار الحزب الجيد بالنسبة لكل شخص وليس كثرة الأعضاء او توجهاته هى المعيار ..
الأفكار ستكون موجودة على الجروب فى شكل documents وعلى الهاش تاج على تويتر  #Egylearn
الشعب يريد ثورة للتعليم ، منذ نعومة اظافر الطفل وليست حلول كبسولية ..
شارك معنا على تويتر تحت هاش تاج #Egylearn
وعلى فيس بوك على جروب "ثورة التعليم"

شارك .. انشر .. اقترح ..
معا لبناء مصر الجديدة 


الاثنين، ٢٩ أغسطس ٢٠١١

ميزان العدالة ..مائل !


ميزان العدالة ..مائل !

حين نتحدث عن العدالة ، فأنت تتحدث عن شقين (متهم وقانون ) ، وحين تتحدث عن متهم ، فأنت تتحدث عن تهمة معينة وتضعها فى كفة ميزان ، وتضع امامها حُكما على الكفة الأخرى كى لا تخل الموازين ، وتتحقق العدالة التامة حين تتساوى الكفتين..
فهى كما يرمزون اليها ، امرأة معصوبة العينين تشد بايديها على ميزان العدالة .. فليس على الميزان شئ سوى التهمة والحكم ، ولا يصح ان نمسك تهم اخرى او قضايا اخرى ونضعها على كفة الادانة - انتقاما من هذا الشخص- ويصير على الكفة الاخرى ايضا نفس الحكم للتهمة الأصلية .. فهذا هو الظلم بعينه !

حينما نتحدث عن مايكل نبيل سند ، الشاب المصرى الذى له آراء استفزت الكثيرين واتهموه بالخيانة والعمولة ، لابد حين سماع الحكم أن نعرف ما هى التهمة ونضعها على كفى الميزان السابق ، ولابد ان نعصب اعيننا عن امور اخرى تتعلق باتجاهه الدينى كملحد ، وكحبه لاسرائيل ، وتواصله معهم ، نعم.. هذه هى العدالة عينها !.. هل تهمة مايكل هو كتابة تدوينة انتقد فيها المؤسسة العسكرية ، آلاف المدونين كتبوا مدونات انتقاد للمؤسسة العسكرية ، ام ان مايكل – لشعور المؤسسة العسكرية باستنفار الكثيرين منه – صار هو افتتاحية الاحكام العسكرية ، وصار كبش فداء الأحكام الظالمة وأن المدافعين عنه سيكونون قلة .. حتى اصبح سهلا ان يأتى الدور على كل من صمت فى حقه ..
كيف اذا هتفنا فى الثورة حرية وكرامة ومساواة ان نخضع مرة اخرى لطبقية الفكر العنصرى .. وهناك من يستحق ، وهناك من لا يستحق ، هناك المؤمن وهناك الكافر ابن 60 فى 70 ؟؟؟ !!!!
هل فقط نؤمن بمبادئ حرية الرأى والتعبير اذا ما اتفقنا مع هذا الرأى ..
ام نطالب المبدأ من حيث المبدأ ؟؟!
هل المبادئ تتجزا؟؟؟
ينبغى ان نعلم ان المبادئ التى نطالب بها هى ليست بدلة نفصلها على البعض والبعض الآخر لأ ، هو مبدأ ثابت لا يتغير ، نطالب به لكل مصرى يعيش على هذه البلد ، مسلم ، مسيحى ، يهودى ، بوذى ، شيعى ،بهائى ،ملحد ، محب لاسرائيل ، محب للخنزير ، شريب خمر ،بلطجى مسلح هو مبدأ ثابت لا يتغير ..لا للاحكام العسكرية للمدنيين .. طرف القضية (انسان ) فقط .. اكرر فقط .. ولا يجب ان يكون منعوتا بصفة ما كى تتحقق العدالة !!
مايكل الآن مضرب عن الطعام لليوم السادس على التوالى وقد يلقى بحتفه كى يعلمنا درسا واحدا ..
العدالة ليست بدلة هناك من تجدها على مقاسه وهناك من تكون واسعة عليه ..
العدالة هى معادلة بين تهمة وحكم ، بعد اتاحة الحق الكامل للمتهم ان يدافع عن نفسه..
ومن ضروريات العدالة انه كما حُكم بالبراءة على أسماء ولؤى وخرجت اسماؤهم فى بيان كامل ، ان يتم الافراج على مايكل وعلى كل المدنيين ، او على الأقل المتشابهين مع مايكل فى نفس القضية وهى انتقاد المجلس العسكرى فى مدوناتهم؟؟.. ام هناك من يستحق لشعبيته وهناك من لا يستحق .. (ابن 60 فى 70؟؟)
ان كان هناك تهمة على أحدهم فلابد ان يخرج اى منهم لمحاكمة مدنية عادلة بقاضيهم الطبيعى كما نصت القوانين .. هل هو العدل ان يحاكم رئيسا مخلوعا مدنيا ويعالج فى أرقى مستشفيات مصر ، ويظل هناك انساناً مهددة حياته بالموت بعد ان شارك فى خلع الريس المحترم؟؟!!
مازال نظام مبارك كائن .. فالانسان لم يكن انسانا الا بوزن الكبار والآن الانسان فقط انسانا بوزن اقرانه وشعبيته  .. هل هذه العدالة؟؟؟ هل هذه هى حرية التعبير والرأى؟؟
ام هى ايضا المحسوبية فى ثوبها الجديد ..
ان اردت ان يصير عدل الله على الارض ، فلابد ان تعصب عينيك عن دين وجنس و لون المتهم .. ولا ان تضع فى نفس الميزان احكام الله عليه من الحاده وانكاره لوجوده .. فهذا هو الظلم بعينه .. الله له ميزانا آخر لا يعلمه الا هو .. فلا يجوز خلط الموازين .. ام هى بالفعل خلطة موازين لتحقيق الكوسة العسكرية .. وتكميم الأفواه .. وقمع حرية التعبير عن الرأى ؟؟!
الحرية لمايكل نبيل .. الذى اذا مات – سيصير شهيد الحرية ودرسا لادعا للدولة ولميدان التحرير ، ليست حرية التعبير والرأى أن أكون متفقا معك فى التعبير ..تماما...نهائيا...فكيف اذا اسمها حرية الرأى و أنا مقيد براحة سعادتك؟؟؟؟!!
ميزان العدالة (مائل..مائل...مائل... ) .. اخشى ان يكون هذا صوت نفس مايكل اذا ما لقى حتفه ..سيظل طعنة فى كل مصرى اومأ برأسه كى يذبح..ويموت..!
 الحرية لمايكل نبيل سند .. الحرية لمايكل الانسان .. اكرر الانسان .. الانس..ان !
أندرو أشرف
29-8-2011

لمتابعة مدونة قلم رصاص على الفيس بوك اضغط هنا

الأربعاء، ٢٤ أغسطس ٢٠١١

الليبرالية لأولاد الباشاوات فقط !


الليبرالية لأولاد الباشاوات فقط !

معلومة هبلة : "اللبن للأطفال والطعام للبالغين"

هذه المعلومة البديهية التى يتعلمها الانسان بالفطرة ، لا تقتصر ابدا على ذلك اللبن الذى يسيل من ثدى المرأة لولدها ، لكن ذلك اللبن هو كل ما يتناسب مع الطفل ان تعطيه .. فهى تسقيه (ماء ولبن ) ،، وتعلمه (ما..ما ...با...با...امبوووو ) ، وتبتسم له وتأخذه فى حضنها فيفهم الطفل رسالتها بأمان .. ومع العمر تنضج اسنان الطفل على مهل ، فيبدأ بابتلاع جميع السوائل حتى ينضج الطفل تماما ويستطيع ان يلتهم كل ما يقدم له ..
العقل البشرى يشبه تماما أسنان الطفل ، فليس كل ما يدخل اليه يستطيع مضغه والتهامه وهضمه ، فعندما تتحدث له بلغة تختلف عن لغته ، لن يقف أمامك وينصت اليك ويستمتع بجهله ، بل سرعان ما يتركك او يتجاهلك او يغير مجرى الحوار ولن يستمر فى حديث ينتقص من فهمه وقدرته على الاستيعاب ، لأن كبرياؤه لا يسمح له بالاستمرار ويعطى لك قفاه برسالة ( امشى يا اهبل .. بيقول ايه دا ؟؟ ) .
كنت مشاركا فى احدى حركات التوعية المدنية فى الشارع وقد قمنا بعمل ندوة فى عين الصيرة استقبلنا فيها سفيرا سابقا ومخرجا تلفزيونيا ومذيعة تلفزيونية وأحد النشطاء ، وانعقدت الندوة .. حتى فوجئنا فى لحظة قد قصمت ظهر البعير وهى زحف الكثير من القاعة بانتظام وبتتابع وتسلسل منتظم فى ظهور القفا واحدا وراء الآخر خارجاً ، ربما اذا كنت انا فى موقع المتحدث لتصدد من جبينى العرق من هول المفاجأة .. لقد كانت الكلمات الملقاة جميلة حقا ولكنها (أفرنجية) .. (فيس بوك – ايديولوجيات – قوس قزح – تويتر – ائتلافات - .....) تلك الكلمات التى يسمعها الفقير وهو ليس منشغل الا بعشاء اولاده السبعة و ما عسى ان يفعله فى فاتورة الكهرباء الواقعة فى الديون منذ فترة ؟؟ وهو مهدد بالطرد من بيته هو وأسرته فلا يستطيع ان يوفر ب 200 جنيه شهريا كل معيشة هؤلاء ، علاوة على مرض ابنيه الصغيران وعدم قدرته على علاجهما الأمر المؤرق له ولوزجته ، وهو الآن ترك بيته كى يضيع وقته فى مصطلحات افلاطونية لن تسدد ديونه وتجلسه فى بيته آمناً .. وانتظرت حتى انتهت تلك الندوة بألفاظها الغير مفهومة للعامة حتى جاءت فقرة اسئلة الجمهور ، وما ان اعطينا "المايك" لإحدى الحاضرين حتى انفجرت كبركاناً هائجا بسيل من الشكوى والألم الذى يلحق بها ، وروت لنا رواية  - مشابهة للتى فى عقل معظم الحضور-  مملوءة بالشكوى من الفقر المدقع والمرض الغير مشفى والمرتب المهين لها ولكرامتها ولم تعلق بكلمة واحدة عن تلك المحاضرة الأعجمية.
تفتقر معظم وسائل المجتمع المدنى من الوسائل المناسبة للتحدث مع عامة الشارع ، فالقنوات التلفزيونية غالبا ما تمتلئ اعلانات الطبقة الراقية ( روميرو (جبنة دى ولا لانشون ) – دايم – ماكدونالدز – شيفروليه – قطونيل (بيقولو بوكسر – هو دا غير اللبا....؟؟؟؟) – كيمو كونو والبلاى ستيشن ( زى الأتارى كده) ..  ) وتلك الاعلانات وهذه الصورة التى تحدثه عن متعة الحياة وعيش اللحظة ،  تجعل الفقير البائس المسكين الذى يستدين لدفع فاتورة الكهرباء ، ينصرف عن مشاهدة تلك القنوات المسببة لآلامه النفسية الدفينة بل يشعر بحقد طبقى تجاه هؤلاء الذين يتحدثون عن البيتزا ودايم والأسعار الباهظة ، ويشكل فى فكره رفض تام لكل هؤلاء أصحاب البادلة الشيك والكرافات الواو والميكروفونان (الذى اسماهم بالنخبة )،  ويذهب وراء تلك القنوات التى تخاطبه بلغته كالتلفزيون المصرى وقناة عكاشة التى نشعر نحن - اولاد البطة البيضاء - انها قنوات (بيئة ) ويستمتع باعلانات برسيل واريال (والراجل اللى جوه الهدوم ) والاطعمة المناسبة لحالته ، والقنوات الدينية التى تخاطبه فى صميم قلبه وعقيدته واعلاناتها عن الغسالة (المستعملة والثلاجة اللى لسه حتة واحدة وفروست بس شغالة ! )

صورة المدنية والليبرالية التى يعرضها البائعون فى القنوات الخاصة بشكلها المغرى (لأولاد الباشاوات) ، لابد حقا ان تترجم لأهل الشارع وال 40 مليون الذين تحت خط الفقر بالاباحية والبنات العراة والرقص والديسكو، لأن تلك القنوات لا تخاطب فعلا الا اولاد الذوات مصر الجديدة ومدينة نصر وقصر النيل (الذين قالوا لا ) ، فثمن اعلاناتها لا يتناسب مع الشركات الصغيرة ، لكنها موجهة اولا فى جيب الأستاذ صاحب القناة فضلا عن المطلحات الفرنسولاتي الالمانو عربى  (انتخابات برلمانية – انتخابات رئاسية – دستور – ديموقراطية ..).. فكم مرة ظهرت فيها السيدات المحجبات ، او حوار مع (ولية طخينة من اياهم) ؟؟ وكم مرة ظهر فيها الرجال بجلبابهم المهلهلة يتحدثون عن انفسهم؟؟ وكم مرة ظهرت تلك المواد الاعلانية التى تناسبهم؟؟؟ والدليل على كلامى دعايتهم القوية ب"لا" فى جميع برامجهم ، الا ان السبب فى تلك ال"نعم " (ليس فقط تديين الاختيار ) ولكن ما يدعمه ذلك من قنوات تخاطب مصر الجديدة ومدينة نصر القاطنين على كوكب المريخ وليس فى حى الزبالين والقطامية وبشتيل وبراجيل وفى احياء ونجوع القاهرة والممتلئة بكثرة فى انحاء البلاد.
الاخوان المسلمين بحق هم افضل القوى السياسية التى يجب ان اعترف بتفوقهم فى توزيع الطعام واللبن ( الرسالة المناسبة ) لكل مصرى ، فصندوق الخيرالذى يذهب الى الفقراء يحمل الكثير من المعانى والبرامج المعبرة عن الاخوان ، وهؤلاء المتدينون نحدثهم ان التعديلات هى واجب شرعى ، وأهل القاهرة نوزع لهم منشورات بأن الاجابة بنعم هى الاستقرار بعينه ودفع عجلة التنمية والتقدم (دون التحدث بكلمة لها علاقة بالدين ) ، ومجتمع الفيس بوك وتويتر لديهم شبكة رصد التى تروج بالأكثر لانشطة الاخوان المسلمين فى وسط الأخبار المنقولة من كل اتجاه فضلا عن فكرهم الذى يدس فى وسط الاخبار الموجهة دون وعى القارئ ..
لكى تتحدث لأهل البلد ولأكثر من 60 مليون مواطن لابد ان ترتدى زيهم وتأكل أكلهم وتخرج لهم فى لهجتهم العربية (دون بهرجة لسانك بلغات اهل الفرنجة)  كى تصل رسالتك الى قلوبهم ويشعرون انك واحدا منهم ، ولا أن تخرج عليهم بلسان الفيس بوك والطويطر وبملابسك الشيك وبتسريحة شعرك الروشة وبالحظاظة الماسونية وبالسلسلة الامريكية و بتشيرتات الجيفارا وتحدثهم عن النهضة والتنمية والعجلة .. فكلماتك لا تترجم عنده اكثر من النهضة اى ينهض للعمل فى الورشة ، وتنمية اى تنمية الزرع وارواءه والعجلة هى عجلة الولد حمدان التى اشتراها الحاج عواد لنجاحه فى الابتدائية..!

م/ أندرو أشرف
23-8-2011

لمتابعة مدونة قلم رصاص على الفيس بوك اضغط هنا


الخميس، ١٨ أغسطس ٢٠١١

اسماء محفوظة


أسماء "محفوظة"
ولدت من رحم مصر ، من رحم الحرية ، من رحم الكرامة .. خرجت تجول أرض مصر توقظ شعبها  "أفيقوا .. مصر تستحق أكثر من ذلك .. مصر أجمل مما ترونه الآن .. نعم نحن نستطيع ان نغيرها هيا " ، أخذت تنادى بها ولم يلتفت اليها الا القليل - الذين شاركوها الحلم .. ان تعيش مصر حرة مستقلة .. لا تلبس قناع الحرية ، ولكنها تحيا الحرية ذاتها ..
فتاة جميلة خرجت تنادى باعلى صوتها "عيش .. كرامة .. عدالة اجتماعية " ، رأت حولها أجساد الشهداء تتناثرمن كل جانب ولم تخشى ولم تهاب المنظر المروع .. بل رفعت ايديها الى الدعاء اليهم وحفظت صورتهم فى قلبها ، وأخذت على عاتقها امانة ثأرهم ، ودماء قاتلهم ، فأخذت ترفع صوتها أكثر فأكثر .. "عيش .. حرية .. عدالة اجتماعية" والدموع تفيض من عينيها كى تنتقم لدماء هؤلاء الذين هتفوا حولها ، حتى جاء يوم الهتاف .. يوم الفرح .. انطلقت فيه الألعاب النارية تلون السماء الداكنة ، ودقت الطبول وساد التحرير جو من الفرح الغامر لم يشاهد مثله قبلا .. يوم اعلن فى الميدان انتصاره على الطاغية .. شعر انه ولأول مرة انسانا حرا كريما ، وسرت فى عروقه معنى الوطنية وان هذه البلد هى ارضه التى يخاف عليها ، شعر انه انسانا مختلف ،  نزل التحرير بعد جمعة التنحى لكى ينظفه .. دون ان يدعوه أحد .. فقط لأنه انسان .. وفاضت فى داخله مشاعر الانسانية ..!
"اسماء محفوظ" هى بطلة من أبطال الثورة الذين خرجوا فى استقبال رصاص قوات الامن والقناصة ، حاملين أكفانهم على ايديهم أمانة فى أعناق باقى المصريين .. هكذا كان شعور كل روح تنطق فى الميدان .. خرجت فى ظل انقطاع الاتصالات .. وهم يعلمون ان ذلك اليوم من المحتمل جدا ان لا يعودوا منازلهم .. وبالفعل كان ظنهم فى محلهم ..
أسماء محفوظ

مايكل نبيل سند

كان يوم التنحى يوما حافلا على مصر ولن يُنسَى ، وأخذت وسائل الاعلام التى كانت مع وضد الثورة تشدو لها .. وسرعان ما تناسى المصريون كم احتملوا من اهانة وتخوين لأنهم شعب طيب .. يحب بسرعة وينسى بسرعة .. او ربما .. يتناسى .. وظنوا ان الثورة قد انتهت .. فقد كان الهدف هو "الشعب يريد اسقاط الرئيس" .. وقد تم .. وهتف "الشعب يريد اسقاط النظام" ..وايضا قد تم ..اذا انتهت الثورة .. ونجحنا ..!!
لم تلبث بعض الايام القليلة ونجد ان الثورة التى سلمناها فى ايدى المجلس امانة لتنتهى كما اراد الشعب يتغير مسارها ، فوجدنا المجلس ينهج نهج مبارك فى ذات التعديلات الدستورية المشوهة وكأن الشعب لا يستحق دستورا جديدا يليق بثورته ودماء شهداؤه ، وكأن أفكار مبارك المقترحة حية بعد خلعه ، وقام المجلس بعمل الاستفتاء ، وكانت دعاية القوة المؤيدة لنعم .. انهم يريدون الاستقرار .. انهم يريدون سرعة رحيل العسكر من على هذا الكرسى ، ولكن يبدو ان المجلس بدأ يرمى لنا كرسى فى الكلوب ، ويبدو ان المجلس بدأ يغرس جذوره فى الكرسى حتى صار رحيله يوم بعد يوم اشد واصعب مما سبقه ..
لقد تعهد المجلس العسكرى انه لن يمس المدنيين فى محاكمات عسكرية الا من يتهم بالبلطجة او التحرش الجنسى  والتعدى على رجال الأمن العمد (رسالة 68 والآن هو فعلا ينفذ وعده بدقة ويقبض على كل من لا يعجب حضرة المجلس فى التعبير عن أراءه ، وكأن ثورة لم تقم ، بل استبدلنا غفير بغفير واستبدلنا مباحث أمن الدولة بالمحاكمات العسكرية ،  وصارت حرية الرأى والتعبير خط أحمر ضد المجلس الذى حمل على رايته مسئولية البلاد دون تفويض او اسناد ، بل أخذها من تلقاء نفسه و قد غره شعار الجيش والشعب ايد واحدة ، حتى زعم ان نعم التى قيلت لانهاء حكم العسكر بأقصى سرعة وحلول الاستقرار - كما زعم المستفتون – هى نعم للمجلس العسكرى ..!!
وبدأ مخيم آخر يقوده المجلس بخفافيشه وهى المحاكمات العسكرية ، والتى تعرض لها اول سجين رأى مايكل نبيل وصمتت اذهاننا عنه وتغافلناه بحجة انه يتحاور مع الكيان الصهيونى فى بث السلام -ان اتفقنا او اختلفنا معه – صار مايكل كبش  فداءَ المحاكمات العسكرية وصار كل من يلتحق بمايكل فى زنزانته يتذكر انه يوما ما قد قصر فى حقه حتى لازمه فى نفس المكان .. بل ربما مستقبلا نجد الثوار متجمعين فى مخيم مظلم واحد مع مايكل و يحاولون امساك ورقة وقلم ويجدون ان الخطأ هو عدم التطهير أولا باول .. فالفيرس السياسى يصيب اولا عضو صغير حتى ينتشر بشدة ولا تستطع ملاحقته بسهولة ..ربما يكون هذا ذنب مايكل وربما يكون ذنب كل بلطجى قدمناه هدية للمحاكمات العسكرية حتى صرنا نلاحقهم فى ذات التحقيق ، نحتسى نفس القهوة ونبيت فى المكان عينه ..!

ربما نجلس كلنا فى هذا المعسكر الاسود ونجد ان الرئيس الأعلى للقوات المسلحة سابقا والحاكم العسكرى (سابقا) يحاكم محاكمة مدنية ويجد الثوار انفسهم فى تلك المحاكمات وفى تلك الزنازين التى كان اولى بها من خلعوه ومن ثاروا ضده ومن تسببوا فى فساد مصر السياسى 30 عاما ومن اذاقوا الشعب المصرى كأس الفقر والذل والهوان طيلة ثلاثة عقود ، ومن قتلهم النظام على مدة فترة تشبثه .. اما من قدمت ارواحهم لكسر ذلك الرباط المتين بين ذلك الطاغية وكرسى الملك فصاروا مكان الطاغية الديكتاتور ...
ان نظام مبارك يبدو انه مقبع فى جينات كل من يحمل السلطة ، من المجلس حتى اصغر صاحب محل فى ورشة .. ، لم يأتى بعد وقت الاستشفاء ، ولم يحن وقت التعافى من هذا الوباء المباركى ، الذى كان منتشرا فى جذورنا طيلة 30 عاما .. هذا الوباء يحتاج ثورة ثم وقاية .. فلن تنتهى الثورة اذا ما وتوقفت الاحكام العسكرية ، ولن تنتهى الثورة اذا ما تسلمت السلطة ، سلطة مدنية منتخبة .. انها ثورة للابد ، الفرق بين قبل الدستور وما بعده ان الآن الشرعية فى ميدان التحرير ، وبعد الدستور الشرعية له ، ولكن ان تخلت الشرعية عن حقوق المواطنين سيعود ميدان التحرير ليس لاسقاط الدستور .. بل لتدعيم شرعيته .. وربما لاسقاطه .. ان خرج احد المتعاقدين كليا عن النص ..!
انها ثورة مستمرة ولن تنتهى ، ثورة على الفساد ، ثورة على الظلم ..ولا اتحدث عن الثورة بمفهومها الراديكالى(*) .. ولكنها ثورة ضد كل من اتخذ حقاً ليس له ، ولا يتعجل أحد الاستقرار .. فالاستقرار كان جزءا من المرض المباركى كى تسكن فى بيتك وتسلم قفاك للظلم فى سبيل لقمة عيش مغموس فى كأس المهانة.. ولكن الاستقرار الحقيقى حين يعرف الانسان انه انسان بحق عندها سيتعلم اين حقوقه و ما هى واجباته ،، وان خرج عن دوره وجد امامه ثورة من جماهير تطيح به لان مصر ليست معقل الفاسدين وليست ملجأ للظالمين ..
ستظل مايكل واسماء ولؤى ووائل ونوارة وكل من حمل على عاتقه راية الحرية وكل شهيد دفع ثمن دماؤه لفك أسرنا .. أسماءً محفوظةً فى قلوبنا ، وسيسجلها التاريخ باحرف كبيرة ..هؤلاء الذين نقتدى بمثالهم وباصرارهم نتعلم منهم .. ان تعيش حرا مكرما ، او تموت شجاعا مرفوع الرأس ، فليس خير الأمور هو الوسط بل أسوأها ! ..  انما الثورة مستمرة الى الأبد ولن تنتهى !
أندرو أشرف
18-8-2011
 -------------------------------------------------------------------------------
(*)الراديكالى : الجذرى الذى يسعى لازالة البناء كاملا ولا يقبل الحلول الوسط .

السبت، ١٣ أغسطس ٢٠١١

نيوتن والفتنة الطائفية


نيوتن والفتنة الطائفية..

الجزء الثالث
احترس : هذه الصورة تثير الفتنة الطائفية

ملخص ما سبق

ذكرنا فى الجزءين السابقين ان الانسان فى سلوكه وأفعاله لا يعتمد على الفعل الموجه اليه (كقانون نيوتن) بل حسب ما يمتلئ به عقله الباطن من مبادئ وأفكار و دوافع ومعتقدات قد برمجها الواقع فيظهر سلوك الانسان فى رد الفعل يختلف قوة ومقدارا واتجاها عن الفعل  .. والآن دعونا نعرف كيف نشأ مصطلح الفتنة الطائفية فى مصر منذ اواخر السبعينات وحتى الآن ..
ما اسمك ..؟؟

جرجس فوزى سالم
مينا سامى
اندرو اشرف
مارينا ماجد
ناردين سامح
جوليان رمزى

هكذا أصبحت اسماء مواليد جيل آواخر الثمانينات والتسعينات ، تسعون بالمائة اسماء مسيحية او اجنبية يتبعها اسم الوالد مشتركا ، وبدا للمجتمع اولى عناصر الاستقطاب ، بعد أن دخل المجتمع مصطلحات جديدة لم يكن يدركها وتوغل الاسلام السياسى فى عرق المجتمع المصرى ..
 وظهر صورة قطبى الامة ويرمزان لها بالهلال والصليب وظهرت مسيحى و مسلم بوضوح جلى وببريق لامع بعد ان كان المجتمع يحتوى المسلم والمسيحى واليهودى ولم يفكر أحدا من هذا ومن ذاك..، وخرج عفريت الاسلام السياسى من مخبأه بعد رشوة تعديل المادة الثانية من الدستور وضمها مع تعديل مادة أخرى وهى المادة 77 من دستور 1971 والتى تخول لرئيس الجمهورية صلاحية البقاء والخلود الى يوم الدين وتعديل فقرة مدتين الى "مدد " أخرى .. وهذا هو السبب الحقيقى للمادة الثانية فى الدستور وهو صناعة الديكتاتور..
ظهرت نيران الفتنة حين ظهر ما يعرف باسلمة المجتمع او ما يعرف فى المفهوم الحالى ب "تطهير الأرض" وذلك – كما ذكرت سابقا – لمحاربة اليسار الذين كانوا كالذبابة فى حياة السادات التى تؤرقه .. وبدأ المجتمع فى موجة العند والاحتقان وصارت الأحداث الجارية بين الطرفين هى بمثابة كأس بنزين فى نفس كل واحد لا يسعه سوى فتيلة من نار حتى تشعله وتصب جامات غضبها على صدر الوطن لتحرقه ..
وكرد فعل من أسلمة المجتمع رفض الأقباط هذا الشأن الذى صنف المجتمع الى مسلمين وكفار والى اكثرية و أقلية فسعوا أن يظهروا صورتهم بوضوح ، فكانت أولى تلك المحاولات هى تسمية الأبناء (أبناء هذا الجيل ) بأسماء مسيحية صريحة (مينا – ماريان – مونيكا - ....) ، وظهرت صراحية الاعلان المسيحى فى المجتمع عن طريق ارتداء الصليب عن الصدر (كرد فعل للحجاب ) بكثرة و كذلك دق الصليب (*)  ، وحاول الأقباط على مدى تلك الأوقات بمحاولة استدعاء قوتهم بعددهم .. فتارة يقولون نحن خمسة عشر مليونا وتارة يحاربون كل من يتحدث على انهم اقلية ويحاولون – كرد فعل – بنفى واستنكار تلك الاحصائيات المهملة لهم ..
وأصبحنا نسمع مصطلحات لم تكن فى معجم "لسان مصر" على مدى العصور القديمة (أكثرية – أقلية – حقوق الأقباط – قانون موحد لدور العبادة ...) كل هذا صار كمخازن البترول فى نفوس المجتمع المنتظرة بلهفة تلك الفتيلة المشتعلة ..

أحمد و جورج

 يدخل جورج المدرسة فى بداية حياته لا يعلم أحدا ، يجلس فى اى مقعد ويتعرف على من بجواره ويجد اسمه أحمد ..، يحاولان ان يخترقا حاجز الصمت فيتبادلا الحديث ، يمرحان ، يتبادلا الأرقام ، يساعدا بعضهم فى الدروس ، يتعارف والديهم على بعض ، اذا فاته احمد شيئا مما كتب يسرع بنقله من أخيه جورج و كذلك ان احتاج جورج لمعونة وجد أحمد عونه .. حتى تأتى لحظة الانفصام ، لحظة الصمت والذهول ، لحظة يجد جورج نفسه مسحوبا من يده ويؤخذ خارج الفصل بعيدا عن أخيه لحضور حصة الدين ويدور مع مدرسته مصطحبة التلاميذ كى يجدوا مكانا صغيرا قابعا فى أحد الفصول المتهالكة او الفارغة كى يتعلم من مدرسته الدين .. من هنا تفتحت عينى جورج على الواقع والحياة فعرف ان هناك مسيحى وهناك مسلم وهناك فرق بينه وبين اخيه وليست كل الأوقات يجب ان يكونوا سويا فهناك لحظات يجب ان تفترق الايدى وان يمنع القدر وحدتهم..حتى فى مكان التعلم ..
تعلما الاثنين انهما فصيلان وأصبح فى ذهنهما ان كلاهما مختلفان ،وكرد فعل من عنصرية المجتمع وفرزه يتدخل المتطرفون دينيا فى ابداء وجهة نظره فى الآخر وكيف أن يعامله وأن يتفحصه ويبدا فى ترسيخ ذهنه بقوانين سلوكية مرفوضة تجاه هذا الآخر وربما يزيد تطرفه الى اشعال غيرته واقناعه ان كراهية الآخر هى ضرورة ملحة لاستكمال دينك بل ربما يحرضه على ان القضاء عليه هو الحل !
وعلى الجانب الآخر يحاول الاعلام فى اخماد تلك النار ولكن .. ببنزين آخر !
يشاهدا الطفلان التلفاز فلا يظهر المسيحى فى مشهد الا لسبب انه مسيحى وحتى ان لم يلتفت المُشاهد لاسمه وجب على السيناريست ان يظهر بعض الكلمات فى السياق التى تدل على عقيدته – التى بالمناسبة نادرا ما اسمعها وربما لا ابالغ اذا قلت انى لم اسمعها قبلا – مثل : والمسيح – والعدرا – مجد سيدك – والانجيل – وغلاوة مارجرجس .... تلك الكلمات التى اعتادت السينما المصرية على استخدامها لفرز أبطالها .. وعندما يظهر المسيحى والمسلم سويا فى الافلام يجب ان يخرج علينا كلاهما يتبادلا الأحضان والقبلات وللتأكيد على شعار الثورة :" مسلم ومسيحى ايد واحدة "..

 ‍فى الحقيقة ان كل تأكيد على الوحدة الوطنية هو مولتوفا يُطلق لاشعال فتيلا خامدا لنار الفتنة ...
هذه الصورة تثير الفتنة الطائفية


فأنت عندما تنشر كاريكاتيرا لهلال وصليب يعانقان بعض .. او شيخ وقسيس يتبادلان القبلات والأحضان .. وعندما تكرس للوحدة الوطنية باستمرار – انت تخطئ ذات الخطأ الذى يتكرر وهو الفرز فأنت تعالج جرحا بدواء خاطئ قد يقتل المصاب ، باختصار أنت تزرع دون وعى عكس ما تريد وكما يقول المثل : جه كحلها عماها !

فأنت عندما تتكلم على الوحدة فسريعا ما سيسترجع الذهن المواقف التى استدعت (السبب فى الحديث عن الوحدة) ، واستمرار التحدث على ان المسيحى دا اخويا او المسلم دا حبيبى .. فأنت تزرع فرزا عنصريا فى المجتمع يجعل الآخر يتأكد بان هذا المجتمع به نوعان (المسلم والمسيحى) وأن هناك اسبابا دفينة جعلتك تطالبنى ان اعامل المسلم بأخى وأن المسيحى هو حبيبى – فكأنك تقول بصيغة غير مباشرة انه من المفترض انه عدوى وتدعونى لكى أحبه وان يصير أخى وحبيبى وهذا هو جزء من تانك البنزين الذى يمتلئ دون ادراك  !! -  وعندما تحدث مشكلة بين اى طرفين ستجد كل نوع او فصيل يتكاتف مع بعضه او مع اخيه بالفطرة (التى لم تدعونى اليها ) للاتحاد ضد الآخر الذى تحاول ان تقنعنى انه (اخى) واذا رجعت للسبب تجد انك شاركت فى زراعة الاختلاف الذى انت تريد الغاؤه !


فالعقل لا يقرأ الأمور مباشرة بل ما يحتويه من ذكريات ومبادئ تترجم ما يستقبله ولا يعمل طبقا لقانون نيوتن الثالث !

فكل زرع تزرعه لتأكيد الوحدة الوطنية هو بذرة للفتنة الطائفية ، لان هذا الآخر ينبغى ان تعامله كانسان صادفك القدر ان تصير بجواره وهذه فطرة في الانسان ان يتعامل مع المجتمع كله ، ولكن حين تعطي للعقل مسميات غريبة (احنا اخوات - ايد واحدة ) سريعا ما تشعل فيه من ذكريات الاختلاف .. فاذا أمرت وقلت لك "لا تفكر فى الشيكولاتة .. من فضلك لا تفكر فى الشيكولاتة " فأول شئ يتبادر الى ذهنك الآن هو الشيكولاتة لأن عقلك الباطن يحبها ..
وحين تحاول اخبار العقل باننا اخوات (فسيحاول ان يعرف لماذا تامرنا اننا يجب ان نكون اخوات .. (صناعة الفرز ) ويسترجع العقل الباطن كل الاختلافات الطائفية ..
العقل لا يلتقط الرسالة مباشرة بل كما شرحنا فى المدونتين السابقتين ( الجزء الأول و الجزء الثانى ) أن كل المستقبلات الى العقل لابد ان يعيقها المرشح  ..، ولأن المرشح مشوب باحتقانات فكل ذكرى لمسيحى و مسلم سويا ستكون معكرة حتى ان كانت الذكرى هى "ايد واحدة " هى زرع لحصاد جديد (الفرز المجتمعى)..
أتذكر قديما عندما شاهدت فيلم " ام العروسة " ودور "مرقس أفندى .. لم يظهر بكونه مسيحى ، ولم يحاول المخرج والمصور ان يركزوا على علاقة مرقس (المسيحى ) بجاره (المسلم) ..،فقد ظهر فى أحداث الفيلم كأى ممثل عادى وليس للتدقيق على هويته ان كان مسيحيا او مسلما .. ولأن قديما كانت معظم الاسماء مشتركة فكانت الأفلام لا تعرف تلك العنصرية الملحوظة ولا تهتم ولا تسأل من المسيحى ومن المسلم .. وكان حال المجتمع عكس ما يرثى له الآن ..
فينبغى على الاعلام ان يدرك ان كل المدخلات التى تكرس لكلمة مسيحى ومسلم هى بذرة لحصاد مقبل لمآساة طائفية أخرى
علاج التطرف بالوحدة وعلاج الوحدة بالوحدة وليست بالفرقة والفرز .. حتى ان كان الفرز على حساب انهم "ايد واحدة" فليظهرهم الاعلام فى كل شئون حياتنا كاى بشر عاديين دون ان يلفت نظرى ان هذا (مسلم وهذا مسيحى .. لا وخد بالك كمان .. "دول ايد واحدة .. " !! )

ملحوظة .. هذه التدوينة تثير الفتنة الطائفية ولكنها ايضا تثير اليقظة الوطنية :)

أندرو أشرف
13-8-2011
----------------------------------------------------------------------
(*) دق الصليب هى عادة كانت منتشرة بالأكثر عند أهل الصعيد والآن زادت و أصبحت شائعة ومنتشرة فى مصر كلها وهناك البعض من يرسمون صور القديسين  المسيحيين على اجسامهم كالوشم.


لمتابعة مدونة قلم رصاص على الفيس بوك اضغط هنا