الأحد، ٧ أغسطس ٢٠١١

الانسان وداء نيوتن

الانسان وداء نيوتن

الجزء الأول

هذا الموضوع علمى ويتحاور مع ذاتك الانسانية وعقلك البشرى ..

"لكل فعل رد فعل مساو له فى المقدار ومضاد له فى الاتجاه " هكذا عرض علينا نيوتن قانونه الثالث ضمن حزمة ثلاثة قوانين صاروا من اهم القوانين الميكانيكية للتعبير عن حركة الأشياء على ذلك الكوكب ، ولكن احيانا يسئ الناس استخدام القوانين الثلاثة ويطبقونها علينا نحن البشر فالقانون الاول والثانى يعبران عن دوام حركة الشئ طالما لم تؤثر عليه قوى خارجية ، فهذا قانون صحيح 100 % بالنسبة للاشياء ولكن تنعدم صحة تلك القوانين الفيزيائية على البشر لأن الحركة لا تنبع من قوى خارجية كسرعة ابتدائية او ازاحة ابتدائية (*) – كما فى الأشياء – ولكن الحركة فى البشر تخضع خضوعا تاما للعقل ، العقل يأمر الأعضاء بالتحرك الى هذا المكان او الى هذا المكان بسرعة او ببطء نتيجة لما يفكر فيه فيما يريد ان ينفذه.. فالعقل هو المدبر الوحيد للحركة ..
كذلك الحال على قانون نيوتن الثالث فليس كل فعل له ذات ردة الفعل على البشر ويخطئ من يظن اننا كلنا لنا ذات ردة الفعل مثلما يقول احدهم "انا ربيت ولادى الاتنين زى بعض بنفس الطريقة وواحد طلع صايع و قليل الأدب والتانى طالع محترم .. ايه ذنبى أنا؟؟" لأ – لديك ذنب كبير هذا لان التركيبات العقلية للبشر والمستقبلات الحسية تختلف من شخص لآخر ، فكل شخص له التركيبة العقلية والشخصية التى يصلح معها طريقة افعال تختلف مع بعضها تماما – باختصار – عقليات البشر مثل الفيروسات كل واحد منه له طريقة دواء وطريقة علاج وطريقة تربية معينة ويخطئ من يأخذ باحدى الطرق كنموذج مثال يصلح للتريية والحوار مع كل الأشخاص لأن هذه حكمة الله ان البشر ليست ماكينات (Rubbish in – Rubbish out)  ولكن المدخلات - عند الانسان -  لا تفترض ان تخرج ذات المخرجات ولا يفترض انها تكون مضادة فى الاتجاه ايضا وسوف نوضح ذلك بالأمثلة ..
.كما ذكرنا ان سلوكيات الانسان تنبع من العقل والعقل هو خزينة المبادئ والدوافع والاهواء والذكريات القديمة والدين والطموح والافكار المرسومة تجاه الأشياء او الأشخاص التى يتصرف الانسان عندما تثير احدى الحوادث الخارجية ذلك الصندوق 
اى ان المدخلات الخارجية (الأحداث) تدخل الى العقل فتخضع تلك الأحداث لعملية معالجة (Processing ) تختلف جزريا من شخص لآخر ..
ولنوضح بالأمثلة :
تسمع واحدا فى الشارع يشتم صديق .. (تعالى يا بن ال.....) أو ( روح ياد يا ......) وتجد صديقه يضحك ويقهقه فلما هذا ..
Actions >>>Processing>>>Reactions

فالعبرة بما حدث فى المرحلة الوسطى (المعالجة ) :

ما حدث ان الشخص عندما سمع الشتيمة ذكرت له المستقبلات الحسية ان هذا فولان بيحب يضحك ويسخر بهذه الطريقة فهو لا يقصد الاهانة ولكن هذه هى طريقته فى الهزار ..

فكان رد الفعل .. Reaction : هو القهقه والضحك وكانت اجابته (حاضر يا بن ال.....)
مثال آخر ..
كنت فى مناقشة مع أحد أساتذة الجامعة ونسيت ان أغلق هاتفى و قام بعض الأصدقاء بالاتصال بى وكان رد فعلى ثابت هى اننى أغلقت الهاتف فى وجه كل من يتحدث الى دون النظر الى رقم التليفون .. ففوجئت بتلك ردود الأفعال :
-         انت بتتنك علينا يعنى .. مش كفاية ان احنا مستنينك ..
-         اكيد كنت مشغول .. كنت فين؟؟
-         انا مش هكلمك تانى عشان انت محترمتنيش وقفلت السكة فى وشى !
تلك ردود الأفعال المختلفة خرجت ليست نتيجة للفعل (الاتصال بى ) ولكن نتيجة لاثارة هذا الفعل لمكنونات داخلية(**) جعله يظن تلك الظنون ..
فالأول عندما قال : "انت بتتنك علينا ... " له مبدأ فى داخله انه اذا تجاهلك احد (دون اى سبب ) فهذا استعلاء واستكبار منه عليك وهذا يشعرك بالدونية فلابد ان تأخذ موقفا وترد عليه .. وأن انتظار شخص ما هو احتراما له (مبدأ موجود عنده )
وبالنسبة للثانى : "اخذ يفكر ما عسى ان يكون السبب فى غلق التليفون فى وجهه .. حتى خرجت من مكنوناته الداخلية اننا اصدقاء وان اكيد هذا حدث بدون قصد فقال هذا الكلام "-         اكيد كنت مشغول .. كنت فين؟؟ "
والثالث : يشبه الأول الى حد كبير ولديه ابضا مبدأ أن غلق التليفون فى وجهه هوعدم احترام واهانه فتصرف باحد ردود الأفعال التى يفعلها مع كل من يهينه وهى المقاطعة التامة ..
من ذلك المثال يتضح ان سلوك الانسان نابعا من عقل الانسان الداخلى وليس من الأحداث التى تحدث خارجا ..
هذا العلم يعرف باسم الذكاء الشعورى اوEmotional intelligence ***  وهو علم حديث يهدف ان يكون الأنسان قادرا على تمييز مشاعره ومعرفة هل هذه المشاعر حقيقية ام هى من نتاج حالة نفسية معينة او ذكرى معينى او نتاج بعض الثوابت والمبادئ الخاطئة المزروعة فى ذهنه وكيف يتحكم الانسان فى مشاعره وكيفية تفسيرها وكيف يستطيع ان يسلك الرد الفعل المناسب للاحداث ومن ثم كيف يستطيع ان يسلك بالأفعال المناسبة للأشخاص حتى لا يسوء فهمه كما شرحنا فى المثال السابق ..
الجزء الثانى من المدونة سنتحدث عن كيفية تكوين تلك الأفكار وكيف تتكون تلك الخزينة العقلية المسئولة عن ردود الفعل فى الانسان ..
لقد ارسل لنا نيوتن قانونا فيزيائيا صار داءً يتحجج به البشر فى تعاملاتهم الانسانية .. فالعبرة يا صديقى بما يحتويه عقلك من غرف تخرج ردود الفعل وليس المدخلات ..
تابعو المدونة وسنتكلم ايضا بالادلة العلمية فى ثلاثة مواضيع هامة طبقا لما شرحناه مسبقا :

1 – الفتنة الطائفية وقانون نيوتن.
3 – قانون نيوتن والتحرش الجنسى.

كما سنحلل ردود فعل الكثير من التصريحات مثل عمرو مصطفى فى ضوء تلك النظرية


امتابعة الجزء الثانى اضغط هنا

اذا كان لديكم اسئلة بخصوص ذلك الموضوع برجاء الكتابة تحت فى التعليقات او يمكن سؤالى على تويتر ..                          


أندرو أشرف
7/8/2011
---------------------------------------------------------------------------------
*الازاحة البتدائية : اى ان نعطى الجسم مكانا غير الموجود فيه مثل وضع بندول الساعة فى اقصى اليمين او اليسار وتركه فيستمر هو فى الحركة يمينا ويسارا لوجود تلك الازاحة
السرعة الابتدائية : ان نعطى للجسم سرعة ابتدائية معينة فيستمر الجسم فى الحركة دون توقف

** المكنونات الداخلية : (احيانا تعرف علميا بالأزرار الساخنة Hot Buttons ) ويقصد بها المفاتيح التى تثيرها الاحداث الخارجية فى عقل الانسان والتى تخرج لنا برد فعل  معين من هذه المفاتيح (المبادئ - الدوافع - المعتقدات - ذكريات قديمة - صورة ذهنية معينة - .....إلخ)

*** The first use of the term "emotional intelligence" is usually attributed to Wayne Payne's doctoral thesis, A Study of Emotion: Developing Emotional Intelligence from 1985 However, prior to this, the term "emotional intelligence" had appeared in Leuner (1966).Greenspan(1989) also put forward an EI model, followed by Salovey and Mayer (1990), and Daniel Goleman (1995). The distinction between trait emotional intelligence and ability emotional intelligence was introduced in 2000. (From wikipedia)




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق