الأحد، ٣١ يوليو ٢٠١١

الاسلاميون خارج الحلبة


الاسلاميون خارج الحلبة

وامتلأ الميدان .. وصاحت الهتافات من كل جانب "اسلامية اسلامية .. لا شرقية ولا غربية " .. وصاح احدهم بصوت اجش "الشعب يريد تطبيق شرع الله " .. وبدأت هتافات وحدة الصف تهتف " ارفع راسك فوق انت مسلم " و "لا اله الا الله .. محمد رسول الله " و "الله اكبر الله اكبر فليعد للدين مجده " و " الشعب المصرى قال قراره واختيارنا اختياره " و " بالروح بالدم نفديك يا اسلام " و "صور صور يا اوباما الميدان كله اسامة " وارتفعت رايات السعودية وصور بن لادن فى كل مكان وظهرت لافتات الدعوة الى ارتداء الحجاب ووزعت منشورات للتبرع لبعض القنوات الاسلامية .. فى ميدان التحرير !!



 منشورات قناة الحكمة


صور صور يا اوباما التحرير كله اسامه


يبدو ان التيارات الاسلامية تعلمت السياسة من تجربتها الاولى فى الاستفتاء .. فالسياسة هى دوما الأغلبية .. هى الكثرة .. هى الزيادة المتدفقة التى ترهب اعداء الاسلام ( على حد وصف شومان ) ، هى دائما غزوة على كفى ميزان والفيصل هو وزن الكتلتين .. فأدركوا ان السياسة هى دائما ثقافة الاحتلال الكتلى.. فتغلب على ثقافتهم الأخذ بالكل ورفض الجزء ، العدد ثم العدد .. فلعمل الدستور يرفضون المبادئ الوطنية او الحوار الوطنى وتجدهم فى هتافاتهم – التى اعتبرها فئوية – يطالبون بالغاء المبادئ الفوق دستورية كى ينفردوا بتفصيل الدستور من أ الى ى على اهوائهم..


حازم شومان: وقفة اليوم هزت صدور أعداء الإسلام




ويطالبون بتطهير التحرير (او بالمعنى المشابه احتلال التحرير ) الأمر الذى اثار ذعر المقيمين فى الميدان ، ولتهدئة الأجواء اعلنوا سريعا تبرئتهم من تلك الادعاءات وقاموا بأول اتفاق لتوحيد مطالب التحرير الذى ما لبث ان فشل حتى ظهرت نزعتهم الداخلية للتفرد والأنانية والانفصال عن جو التحريروالوحدة وشمل الصفوف.

التيارات السلفية: مليونية الجمعة المقبلة لتطهير التحرير من العلمانيين



يظهرمعظم الاسلاميين و اقصد هنا بالاسلاميين (التيار المتشدد منها او المتأسلمين) فى معظم المناطق الاقل مستوى للمعيشة وبالطبع لم اقل كل بل معظم .. وهذا يرجع تفسيره – فى نظرى – الى الفساد الذى تدنى به النظام السابق فى فرض سلطته ومركزية الدولة حتى صب اهتماماته الكبرى فى ثلاث او اربع محافظات وترك باقى الجمهورية تغدق فى الفقر المدقع لا يسأل عنهم سائل ولا يهتم بهم عائل حتى وجدوا فى الدين لذتهم وسبيلهم لنسيان امور الدنيا وشقائها .. فكما قال ماركس : "الدين أفيون الشعوب " ، ولكن هذا التدين – نظرا للظروف الاجتماعية - قد شابهه الحقد الطبقى وكراهية الآخر ناهيك عن الاستكبار الراثى لحالهم وايمانهم الكامل بانهم هم المصطفون من الله وهم المسلمون الحق وغيرهم هو الكافر المشرك الذى ليس له مكان على ارض يجب ان يحكمها الله !
غدت جمعة "لم الشمل" او "جمعة الارادة الشعبية " او "جمعة وحدة الصف " من أكثر " الجمعات " التى شهدها ميدان التحرير زحاما وتكدسا بعد جمعة التنحى كما رجح الكثير من المحللين .. وعلى الرغم من امتلاء الميدان و اغراقه الا انها تمتعت بجوانب عديدة من الامتيازات التى اوضحت حجم القوى الاسلامية كلها فى مصر .. وأظهرت كثيرا من ملامح تلك القوى ومن تلك الامتيازات فى جمعة "تفريق الشمل" :
1 – وضوح مبدأ الارهاب اللفظى والعنف الواضح الذى ظهر فى مليشيات العريش وفى الخطابات التحريضية على ثوار التحرير .
2 – أن يعرف الجيش هؤلاء اليمين الذين أطلقهم لتأييده ويرى مدى خطورتهم على البلاد وكيفيها تهديدها لمصالح الدولة ومعاهداتها الدولية .
3- سعيد انى رأيت صور أسامة بن لادن الذين كرموه فى التحرير .. اذا كان هؤلاء يعتبرون قتل المدنيين هو شهادة وجهاد فى سبيل لله فهنيئا بالديموقراطية وهنيئا بالأمن والأمان والحرية التى وضعنا اجسادنا ثمنا لها.. اكملوا ايها الاسلاميين نريد ان نرى المزيد ..
4- تصريحات شيوخ الاسلام ان مظاهرات التحرير ارهبت (أعداء) الاسلام ، وكأن المطالب المشروعة تؤخذ غصبا و قهرا ورغم أنفك ، يوضح بما لا يحمل مجالا للشك كيفية غزو الفكر الايرانى فى مصر ، و أن القوة هى الشرعية الوحيدة لاغتصاب الحقوق وذلك ان ينم فينم على خطورة وكارثية تلك التيارات التى تعتمد على استعراضات عضلاتها ، وهذا ايضا انما يدل على الجهل الذريع بأمور السياسة التى حتى من مغزاها (سياسة – اى يسايس – ويقال فلان سياسى اى هادئ و دبلوماسى ,وفى لسان العرب تعنى حسن تدبير الامور اى الحكمة فى التصرف ) فنشكركم ايتها التيرات .. استمروا استمروا
5 – طرد المتظاهرين لبعض الغير محجبات هى كارثة بكل المقاييس ، هؤلاء الذين يحاولون تفصيل مصر على جلباب واحد و خمار واحد و فكر واحد هو قتل ذريع بمبادئ وأسس الديموقراطية مما ينبئ بديكتاتورية تلك التيارات وأن مصر تدخل على منحنى خطير يمكن ان يلقى بها لله لهوة عميقة .. استمروا ايتها التيارات نريد المزيد !

اعجبنى ما حدث لتمثال السادات و أعجبنى ما حدث لطرد احد العلمانيين والهتاف ضدهم (لا اله الا الله العلمانى عدو الله ) واعجبنى هيئة تلك الجلاليب واللحى والنقاب ، واعجبنى انتشار اعلام السعودية والاعلام السوداء على ارض وطننا الحبيب .. كل ذلك أعجبنى جدا لانهم وفروا علينا كثيرا فى المرحلة القادمة من منافسة فكر الاسلاميين وأظهروا التطبيق العملى لمعنى الديموقراطية ومبادئ حرية الرأى وأرونا ان هذه القوى لا تعرف سوى مبدأ الترهيب والتخويف ، واعجب واسوأ شئ هو الترهيب باسم الله ،، كأن اسم الله عندما يسمع من افواههم المسمومة هو بعبع آتى لذبحك (استغفر الله) فهنيئا لكم .. استمروا فى بغضكم و كراهيتكم .. استمروا وانا اشجعكم من قلبى ..

من حق هؤلاء التعبير عن أرائهم ومن حقهم أن ينادوا بأفكارهم ولكن هذا بالدعاية وليس بالرهاب بالاقناع وليس بالافزاع ، من حقهم ان يذهبو الى اى مكان آخر للتعبير عن آراءهم ، لان التحرير الآن هو للشهداء وحقوقهم ، هؤلاء الذين يعتصمون طيلة ثلاثة اسابيع من اجل دماء ابنائهم ليس من حق ان يأتى دخيل عليهم كى ينادى بمطالب فئوية تعبر عن قوم دون قوم .. حتى ان كانوا 5 مليون وهذا اقل احتراما وتقديرا لهؤلاء الماكثين فى الشارع ، فان كنت ليس معهم فعلا الاقل لا تكن ضدهم وان كنت ضدهم فليس لك الحق ابدا ان تتعدى على طلباتهم ، من حقهم كفصيل سياسى المنافسة ولكن ليس من حقهم الاستيلاء !
هؤلاء الذين يستفتون على الديموقراطية ويرون انها امر اختيارى ، ربما لا يفقهون ان الديموقراطية حق كالماء والهواء لكل انسان وليس لاحد ادنى حق ان يتحرك ويقول ان الديموقراطية كفر وانا سألغيها .. اذا فكيف ستلغى الديموقراطية التى تسعى ان تحكم من خلالها .. ام ايضا المكافيلية هى الوباء السائد فى المناخ الاسلامى .. ؟؟!!
ما يثير قلقى الآن هو ان يفوز المجلس العسكرى بكراته التى القاها فى ملعب التحرير وكأنه يريد ان يقول " أتقبلونا ام تقبلو هؤلاء؟؟؟ " فيرتمى حزب الكنبة فى احضانهم ويرفعونهم على الأعناق تحت شعار نار المجلس ولا جحيم الاسلاميين فضلا عن تخوف العالم الخارجى مما يحدث ونتيجة ذلك دعم المجلس العسكرى فى صلاحياته .. ولكن ان شاء الله المسيرة ستستمر .. ومصر ستصير مدنية تحضن المسلم والمسيحى واليهودى واى شخص وهبه الله ان ينشأ ويترعر على أرضها باذن الله ..

.فى النهاية أحب ان اوجه رسالة لأحبابنا الذين أرونا عددهم والفرحين بمناخ  الديموقراطية المحرومين منه عدة سنوات ولم يفقهوا اصول اللعبة حتى الآن


"ان الثورة لجواد هائج ومن يسعى لقيادته دون ان يعلم نفسيته سيرفسه الجواد خارج الحلبة "

أندرو أشرف

31-7-2011


لمتابعة مدونة قلم رصاص على الفيس بوك اضغط على الرابط التالى..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق