الاثنين، ٦ يونيو ٢٠١١

الداخلية بنت 60 فى 70 ...


الداخلية بنت 60 فى 70 ...


هذه القاعدة المطلقة التى تعود الشارع المصرى على ذكرها قبل و بعد الثورة ، فلا تسمع عن حالة احتكاك بين أحد أفراد الشرطة ومجموعة من المدنيين ويكونوا المدنيين ضحية حتى تجد السباب تنهال على جهاز الشرطة واحدة تلو الأخرى دون حتى النظر و تقصى الحقيقة او معرفة ملابسات القضية .
مهلا يا عزيزى القارئ .. ربما بعدما تقرأ تلك الكلمات السابقة تعتبرنى عدواً للثورة ، أو تضمنى من تلقاء نفسك لقائمة "أنا آسف ياريس " أو تقول لى انت لا تعرف شيئاً عن ذلك الجهاز (الوسخ ) االذى يمارس أبشع اساليبه من تاريخ العادلى .. أعلم كل ذلك و أعلم أيضاَ أن لولا تلك (الوساخة ) لما مات خالد سعيد ، ولما تجمعت الأغلبية الصامتة وتحدثت وراهنوا على ثأره حتى ناله جميع المصريين وسقط أبشع نظام ديكتاتورى و أمنى لا يقوم سوى على تعذيب المواطنين وترويعهم .. أعلم كل ذلك علم اليقين .
ولكن دعنا نخرج من الصندوق بعض اللحظات وننظر للموقف من فوق وكأننا لا ننتمى للمواطنين ولا ننتمى لجهاز الشرطة وندرس الأمور بحيادية تامة وبموضوعية أشمل تسمح لنا أن نحكم حكماً عادلاً فى تلك القضايا الشائكة ..
ولنبدأ اول بسرد بعض الحقائق التى لا يختلف عليها اثنين :
حقيقة رقم 1 : المواطنون فى اى مكان فى العالم لابد لهم من جهاز أمنى يحميهم – ولنتذكر الأربع ليال المرعبة التى قضيناها نحن المصريون فى حماية أعراضنا وكيف كنا نفتقد للأمن .
حقيقة رقم 2 : على الشرطى أن يتعامل مع البلطجى كما ينص القانون دون أن يتعرض لكرامته او عرضه فكرامة الانسان مهما كان مصونة فوق أى عبث ولا يحق لأحد مهما كانت رتبته أن ينال منها .
حقيقة رقم 3 : من واجب الشرطة على المواطنين سرعة الاستجابة للنداء وهذا دورهم دون أن ينتظروا كلمة شكر واحدة لأن هذا واجبهم .
حقيقة رقم 4 : ينبغى كما يطلب المواطن عدم العبث بكرامته كذلك أن يحترم ذلك الذى من واجبه أن يحميه ..
ان كنت تفق معى مع تلك الحقائق فدعنا نكمل و من نفس الموقع (من فوق ) ..
قامت الثورة و ثارت كرامة المصرى و أصبح المواطن المصرى ينظر الى الظابط كأنه المجرم والبلطجى الذى وجب تجاهله فى المجتمع .. وعند حدوث أى احتكاكات يصبح الشرطى هو المدان مهما كانت تفاصيل القضية ..
وظهر هذا فى حادثة المشاجرة بين ضابط الشرطة وسواق المعادى بعدما تشاجر السواق معه وخرج العيار النارى من سلاحه ، واشتعلت ردود الفعل ضد الشرطة وهدأت بعدما تمت التحقيقات وتم القبض على الضابط .
وظهر أيضاً ذلك فى الحادثة القريبة حادثة الأزبكية حتى ما لبث أن سمع المواطنين احتكاك بين شرطى و سواق وراح ضحيتها السواق وهاجم المصريون الشرطة وقام أحدهم بحرق قسم الأزبكية وثبت فيما بعد بشهادة شهود الحدث أن السواق تطاول على المأمور حتى اعتدى عليه الجمع .. فى حين عكس ذلك لم ينل الضابط أحمد سامى الذى قام بدوره وأنقذ المذيعة ماريان عبده من الهجوم عليها قدراً من الثناء والاحترام يكافئ الهجوم على مأمور الأزبكية وهو يرقد الآن فى المستشفى ..
لنتساءل ببعض الموضوعية ان كنا فعلاً نريد الحماية والأمن وسيادة القانون ، فكما ندين الأفعال المدينة لبعض ضباط الداخلية علينا أيضاً أن نشجع أمثال الضابط أحمد سامى منقذ مذيعة التحرير ، اعلم ان هذا واجبه ولا شكر على واجب ، ولكن ان كنا اخترنا ان ننتقد السيئة فلما لا نشجع الحسنة ؟؟، ولنتوقع دائما أن لابد أن توجد احتكاكات بين المواطن والشرطى ، فهذه معركة خير و شر (كما يفترض أن تكون ) ولا نسرع بالادانة والاتهامات على ذلك الذى نطلب حمايته ، فما أسهل أن ينسحب الشرطى من عمله ويترك البلطجية تعبث فى الأرض ولا يكون عقابه اصبع الاتهامات المشينة ، أو رقاد فى مستشفى ، بل اقصى ما يناله هو جزاءً ادارياً ويكون قد كسب حياته و سمعته مقابل التقصير فى خدمته .. فهل هذا هو المطلوب؟؟ ..
ولنفهم تماما ً أن ليس كل جهاز الشرطة بمطلقه أشرار وليس ال 80 مليون مواطن الآخرين ملائكة ,وليس كل من مات من المدنيين شهيداً وكل من مات من الداخلية ولاد (.....) فان كنا نطلب سيادة القانون وجب علينا ان ننظر للحق بلا تحزب أو انحياز حتى يسود القانون ويفصل بين المتهم والبرئ . 
أندرو أشرف 
5-6-2011

لمتابعة باقى مدونات قلم رصاص على الفيس بوك اضغط هنا

هناك ٣ تعليقات:

  1. اعتقد ان الاحترام المتبادل وسيادة القانون هى بداية الحل
    احسدك على حيادك ونزاهتك وعقلك الراجح
    ,,,
    وعلى صعيد اخر انا حنشر تدويناتك من هنا مش من الفيسبوك

    ردحذف
  2. كلامك موضوعي... هي دي النبرة اللي محتاجينها من الجميع, رغم عصبيتي ضد الشرطة (بصراحة)
    وشكراً على الدعوة... تدويناتك تستحق القراءة فعلاً, اقبلني متابعة

    ردحذف
  3. اشكرك مدون بلاق قيود ..
    اشكرك Frozen Chick
    اهلا بيك واتشرفت بمتابعتك ..

    ردحذف